الدعامة الهيدروليكية أحد الإجراءات الطبية التي يتم اللجوء إليها لمعالجة حالات ضعف الانتصاب ED التي قد تواجه بعض الرجال، ويتم زراعتها جراحياً داخل القضيب كحل نهائي في إجراء لا يستغرق سوى ساعة على الأقل إذا فقدت الأدوية والمنشطات فعاليتها أو لم تتوافق مع الحالة الطبية، ومثل غيرها من الجراحات تأتي بمميزات ومضاعفات يلزم إشعار المريض بجميعها وهذا ما سنتطرق إليه بالتفصيل.
جراحة الدعامة الهيدروليكية
الدعامة الهيدروليكية (Inflatable Penile Prosthesis) عرفت قديماً باسم “جراحة نفخ القضيب” بعد أن قام بها الطبيب برانتلي سكوت في عام 1973م لتحقق نجاحاً وثورة بعلاجات ضعف الانتصاب الشائعة بين أغلب الرجال ضمن المراحل العمرية المتراوحة بين 40 لـ70 عاماَ.
ومنذ ذلك الحين لم تختلف كثيراً في الشكل، ولكن بات لها أكثر من نوع الأشهر هما الدعامة الهيدروليكية الثنائية والثلاثية وتعتمد على الأجزاء المكونة لكلاً منهم مما نوضحه لك عبر التالي:
الدعامة الهيدروليكية الثلاثية:-
- هي الشكل الشائع والمتكونة من 3 أجزاء الأول هو الخزان الذي يتم زراعته بمنطقة أسفل البطن على أن يحتوي على محلول أو سائل قادر على التسبب في تحفيز عملية الانتصاب.
- الجزء الثاني متمثل في مضخة تزرع بين الخصيتين حيثما يتواجد كيس الصفن لتتولى مسئولية ضخ المحلول السابق من الخزان إلى باقي الأسطوانات والأنابيب المرزعة في القضيب.
- الجزء الثالث متمثل في الأسطوانات بالقضيب التي يصل إليها السائل ويحدث الانتصاب ومن ثم عند الارتخاء يعود السائل من خلالها مجدداً للخزان.
- ما يميز تلك الدعامة بالتحديد تواجد الخزان منفصلاً وبهذا تقل فرص حدوث المضاعفات خاصةً التي تصيب الأمعاء والمثانة، بالإضافة احتواء الخزان على كميات أكبر من المحلول المجلي لتضمن انتصاباً صحياً وصلباً.
الدعامة الهيدروليكية الثنائية:-
- لهذا النوع جزئين لا غير هما الأسطوانات القابلة للنفخ والتي يتم زراعتها بالقضيب.
- والجزء الثاني مدمج ما بين الخزان والمضخة المزرعتان في كيس الصفن والتي تقوم بالتحفيز عبر تحريك المحلول.
- عادةً ما نلجأ لتلك الدعامة باعتبارها خيار مثالي لبعض المرضى أصحاب التاريخ الطبي مع جراحات البطن أو الذين يفضلون إبقاء الخزان متصلاً بالدعامة.
متى تستخدم دعامة الانتصاب؟
يبدأ الأطباء في اقتراح خضوع مرضاهم لجراحة الدعامة الهيدروليكية بهدف العلاج من ضعف الانتصاب في عدد من الحالات أهمها:
- إذا لم تحقق أياً من العلاجات التحفيزية غير الجراحية نتائج مرضية أو ناجحة في تحفيز الانتصاب، وتتضمن في ذلك إما اللجوء للحقن القضيبي أو استعمال أدوية تثبيط الإنزيم فوسفودايستريز وعلى رأسها الفياجرا والسياليس.
- بين المصابين بمرض بيروني Peyronie’s disease والتي يتسبب عنها شعور حاد بالألم أو تقوس القضيب عند الانتصاب لا يمكن للعلاج بالأدوية إصلاحه.
- بين المصابين بمشاكل نفسية ينتج عنها العجز الجنسي نتيجة الشعور بالرهاب والخوف من ممارسة الجماع.
- إذا كان المرضى مصابين بتليف في القضيب.
وعلى هذا يمكن اختيار أي الدعامات أنسب بناءً على تشخيص دقيق من الجراح المختص الذي يضع في الاعتبار التاريخ الجراحي السابق والاعتبارات الطبية لكل حالة منفصلة.
مميزات دعامة الانتصاب الهيدروليكية
بالرغم من تواجد العديد من الإجراءات الجراحية المشابهة لكن تظل الدعامة الهيدروليكية هي الأفضل لمميزاته المتعددة والتي تتمثل في:
- تمنح المريض فرصة أقرب ما يكون للانتصاب الطبيعي لمرونتها الهائلة التي تظهر بعد فقدان الانتصاب وعودة القضيب للارتخاء بسهولة.
- يمكن اعتمادها بشكل دائم لأن نتائجها غير مؤقتة على سائر عمليات العلاج الحقن أو الأدوية التي سرعان ما تفقد فائدتها.
- يحظى هذا الأجراء بأعلى معدلات النجاح متجاوزة 90% أو أكثر من رضاء الذكور عن نتائجها عبر الاستمتاع بحياة جنسية طبيعية.
- لا يمكن ملاحظتها مطلقاً عقب العملية وبهذا لن تسبب للمريض أي حرج على عكس عدد من الإجراءات التي يظل الانتصاب واضحاً لفترة دون أن يرتخي.
- سرعان ما تعود لحياتك الروتينية عقب الجراحة لأنها تتم في ساعة دون الحاجة للإقامة في المستشفى.
- لن تتسبب للمريض في أي ألم مع العلم بسرعة التئام الجرح داخل كيس الصفن لأنه لا يتخطى 1 سم لا غير.
ومن الجدير بالذكر أن الدعامة الهيدروليكية الثلاثية لها مزايا إضافية في أنها تمنح القضيب مظهر أقرب ما يكون للطبيعي؛ بل تزيده سماكة وحجم أطول بما يعادل 1.5 سم تقريباً ولهذا تعد خياراً أفضل للكثيرين.
عيوب دعامة الانتصاب الهيدروليكية
قد تكون الدعامة الهيدروليكية هي الأكثر نجاحاً لكن ما تزال لها بعض العيوب البسيطة التي لابد من التوعية بها أهمها:
- ارتفاع تكاليف إجرائها بالمقارنة مع أنواع الدعامات أو الإجراءات الجراحية الأخرى.
- شديدة التعقيد ولهذا ينبغي أن يقوم بها جراح متخصص وخبير مع سابقة نجاحات عديدة لتثق في دقة تنفيذها.
- قد لا تكون الخيار الأنسب إذا افتقد المريض للمهارات اليدوية أو أي مشاكل واضطرابات عصبية تسبب خلل في استخدام اليدين، وذلك لأن الدعامة بالأساس تعتمد على التحفيز باليد لتبدأ المضخة في دفع السائل للقضيب ويبدأ الانتصاب.
كذلك قد تحدث بعض المضاعفات الطبية المحتمل حدوثها إذا تمت الجراحة بأيادي طبية لا تمُلك الخبرة الكافية، ومن أبرز تلك المضاعفات كلاً من:
- حدوث عدوى إما في موضع الجراحة نفسه أو في منطقة البطن حيث يتواجد الجهاز، وتتشكل العدوى في الشعور بألم دائم بموضع تثبيت الدعامة وفي بعض الحالات قد يصاحبه نزول قيح.
- يحتمل أن تتضرر الأوعية الدموية العديدة في منطقة العضو الذكري جراء انعدام المهارات الطبية بتلك الجراحة.
- كذلك يمكن حدوث ثقب بمجرى البول.
- في حالات نادرة لا تتجاوز 2% قد يحدث تعطل ميكانيكي أو فشل في الدعامة نفسها.
- في حالات أخرى يحتمل حدوث إصابات حول منطقة أسفل البطن خلال تثبيت جزء الخزان داخلها.
نصائح بعد عملية الدعامة الهيدروليكية
لتصل إلى أفضل النتائج عن جراحة الدعامة الهيدروليكية ينبغي اتباع النصائح الطبية التي يقدمها إليك دكتور حسان حسني عوض وتتضمن أهمها ما يلي:
- التأكد من عدم انحناء القضيب خلال الأيام الأولى من العملية.
- الانتباه للعناية الشخصية والنظافة بلين لاسيما في منطقة الجراحة.
- التوقف عن ممارسة أي رياضات شاقة وعنيفة خلال الفترة التي يحددها لك الطبيب.
- الانتباه لتناول المسكنات لتخفيف الألم والمضادات الحيوية للتأكد من عدم حدوث أي عدوى.
- الامتناع لفترة عن ارتداء الملابس والسراويل الضيقة لتقليل الشعور بالاحتكاك حول مكان العملية.
إجراءات ما قبل وبعد تركيب الدعامة الهيدروليكية
تمر عملية زراعة الدعامة الهيدروليكية بعد من الإجراءات منها قبل العملية وأخرى خلال وبعد التركيب، ويتم التركيز على كلاً منها للدفع بالنتائج لأقصى معدلات النجاح وتتمثل كل إجراء منهم فيما يلي:
الإجراءات المتبعة قبل تركيب الدعامة الهيدروليكية:
- يحتاج الطبيب للسؤال مسبقاً عن التاريخ الطبي الكامل للحالة المرضية والنظر في الجراحات التي سبق الخضوع لها من قبل.
- يسألك الطبيب عن أي أدوية يتم المواظبة على استعمالها خاصةً إن كانت مضادات حيوية أو مكملات عشبية.
- لابد من إخضاع المريض لعملية فحص جسدي يتم من خلالها تحديد إلى أي درجة يمكن أن يصل إليها القضيب في حالة الانتصاب الكامل.
- ينبغي التأكد من عدم تواجد أي عدوى جلدية أو بالجهاز البولي أو في أي مكان أخر قبل الخضوع في أي إجراء.
- يبدأ الطبيب في مناقشة العملية بشكل مُفصل إن كان عن تعريفه أو طريقة تنفيذ الجراحة وأي نتائج ومضاعفات محتملة.
- كما يمنحك الطبيب عدد من التوجيهات المحددة بعدم تناول أي مضادات تخثر الدم قبل العملية مثل الأسبرين أو الوارفين.
- إلى جانب الحاجة لتنظيم مستويات سكر الدم قبل فترة من الجراحة بحيث لن تتجاوز قيمة تحليل السكري التراكمي عن 8.5% لتجنب حدوث أي عدوى حول منطقة الجراحة.
- بالإضافة إلى تقديم بعض الإرشادات بعدم التدخين لفترة لأن التبغ قد يؤدي للعدوى الجلدية أو يؤثر في نجاح العملية.
الإجراءات المتبعة خلال تركيب الدعامة الهيدروليكية:-
- يتم توجيه المريض للامتناع عن تناول الأطعمة والمشروبات بدءً من منتصف الليل السابق خضوع الجراحة فيه.
- يتطلب غسيل الجسم بالكامل وتنظيف منطقة منطقة الجراحة بشكل خاص عبر استخدام صابون طبي أو محلول ملحي.
- قد يختلف الإجراء الطبي حسب التقنية المستخدمة ونوع الدعامة التي تتطلب إما عمل شق في كيس الصفن أو تحت العانة، ولكن بكل الأحوال يتم تخدير المريض بشكل موضعي أو نصفي لا غير لزراعة الدعامة.
الإجراءات المتبعة بعد تركيب الدعامة الهيدروليكية:-
- يمكن مغادرة المستشفى بنفس يوم الخضوع للجراحة أو يومين على الأكثر إذا ألزام إخضاع المريض للملاحظة الطبية للتأكد من عدم حدوث أي مضاعفات.
- عقب ذلك يمكن الرجوع للمنزل والاعتماد على المسكنات لفترة قصيرة إذا كان هناك أي شعور بالألم.
- في بعض الحالات يقدم الطبيب توصيات بتناول بعض المضادات الحيوية المناسبة لتجنب العدوى.
- فيما بعد لفترة 7 إلى 14 يوماً من العملية لابد من الامتناع عن المجهودات الشاقة أو حمل المواد الثقيلة.
- يمكن الاستحمام دون أدنى مشكلة عقب مرور 24 ساعة من العملية.
- التوقف عن ممارسة أي نشاط جنسي سوى بعد مرور 4 لـ6 أسابيع من العملية.
- ومع ذلك يجب التأكد من نفخ وتفريغ الدعامة عدة مرات على مدار اليوم للتأكد من شد الأنسجة الجلدية المحيطة بها.