قد يختلف تأثير عملية المسح المجهري على الخصية حسب أعراض الحالة وخطورتها وأسباب حدوثها، لكن في أغلب الأوقات هي التقنية الآمن بين جميع العمليات التي تساعد في الكشف عن الحيوانات المنوية للرجال أو استخراجها لمعالجة مشاكل العقم
وتصل معدلات نجاحها لأكثر من 50% مع قابلية تكرار نفس الإجراء عدة مرات بفاصل زمني لا يقل عن 6 أشهر لاستخراج العدد المناسب من الحيوانات المنوية كل مرة، ونتناول المزيد من الحديث عن تأثير عملية المسح المجهري على الخصية بشكل أفضل بهذا المقال.
المسح المجهري للرجال
تعرف كذلك باسم التفتيش الميكروسكوبي Micro-Tese وتمثل أحد الإجراءات الجراحية التي تستخدم بهدف البحث عن أكبر عدد ممكن من الحيوانات المنوية داخل أنابيب الخصية في حالات الإصابة بفقدان النطاف اللا انسدادي المسببة للعقم لدى الرجال، وكذلك في حالات أخرى من أهمها:
- المصابين بمتلازمة كلاينفلتر.
- المصابين بمتلازمة خلايا سيرتولي.
- المصابين بانعدام تام في الحيوانات المنوية.
- المصابين بمشاكل الخصية المعلقة والتي تسبب العقم.
- إن فشلت كل الطرق الدوائية والعلاجية لتحفيز إفراز الحيوانات المنوية.
- إن لم تكن هناك أي حيوانات منوية بالرغم من أن معدلات إفراز هرمون التستوستيرون في معدلاتها الطبيعية دون أي خلل.
بالإضافة إلى أنه إذا لم تستفيد من أخذ خزعة لسحب الحيوانات المنوية باستخدام الإبر بشكل تقليدي، ونعلل ذلك بعدم دقة النتائج لأن الخصية تحتوي على عدد يتراوح من 250 لـ350 وحدة مستقلة كلاً منها يحتوي على أنابيب تتواجد بها الحيوانات المنوية ولهذا يجب معرفة أيهم أكثر احتواءاً على العدد الأكبر للحصول على نتائج سليمة بقدر الإمكان.
وذلك ما يقوم به المسح المجهري الذي تصل قدرته التكبيرية على أكثر من 40 مرة ضعف الطبيعي ليقوم الجراج باستغلالها في رؤية الأنسجة السليمة الأكثر انتفاخاً ليبدأ في أخذ عينة والتي يستخلص منها الحيوانات المنوية المستخدمة إما في الحقن المجهري أو بغرض التجميد لتستخدم في عمليات أطفال الأنابيب.
عملية المسح المجهري للحيوانات المنوية من الخصية
بمجرد الانتهاء من الاختبارات الإكلينيكية والتحاليل المطلوبة بأمان يمكن للطبيب الاتفاق على الموعد المناسب لإجراء المسح المجهري للمريض، والذي يتم وفقاً للنحو التالي:
- يتطلب الأمر تخدير المريض إما موضعياً أو نصفياً وفي بعض الحالات خيار التخدير الكلي هو الأنسب.
- يبدأ الجراح في عمل جرح صغير في منطقة كيس الصفن لن يزيد عن 3 سنتيمتر لا غير.
- يستخدم الميكروسكوب في استكشاف هذا الشق الجراحي بالتكبير 30 إلى 40 ضعف الطبيعي بهدف فحص أفضل الأنابيب المنوية المنتفخة لأخذ عينة صغيرة منها.
- يعمل بعدها على إغلاق الجرح باستخدام بعض الغرز البسيطة مع التأكد من عدم تواجد أي تجمعات دموية بالميكروسكوب.
- يتم تسليم العينة للمعمل مباشرةً على أن تظهر النتائج خلال 10 إلى 14 ساعة من العملية اي في اليوم التالي.
في خلال الفترة البسيطة عقب الجراحة يفضل عمل كمادات باردة على الجرح طوال الـ24 ساعة الأولى مع ارتداء الملابس المريحة وتناول المسكنات في مواعيدها لتجنب الشعور بالألم.
أما عن النتائج ففي حالة العينة ناجحة وتم استخلاص حيوانات منوية سليمة يمكن بعدها الانتقال لمرحلة الإخصاب والتي تكون عبر التلقيح الصناعي للبويضة أو أطفال الأنابيب أو التجميد ليتم استخدامها في أي وقت لاحق.
بينما إن تعذر استخراج حيوانات منوية فلن تكون النهاية؛ لأنه يمكن إعادة المسح المجهري بعد 3 إلى 6 شهور أو أكثر حسب ما يتحدد مع الطبيب بناءً على كل حالة.
المضاعفات لعملية المسح المجهري للحيوانات المنوية من الخصية
تقل معدلات حدوث المضاعفات طالما أن جراح متخصص هو القائم بهذا الإجراء، ولكن إذا لم تختر طبيب مناسب أو في حالة عدم الالتزام بالتعليمات الدقيقة الموصى بها قبل وبعد العملية قد تحدث عندها عدد من المضاعفات تتمثل في:
- النزيف.
- التجمعات الدموية.
- الإصابة بالعدوى في موضع الجراحة.
- حدوث بعض الآثار الجانبية عن مواد التخدير.
- الإصابة بتليف في الخصية؛ وذلك نادراً ما يحدث.
ومن الواجب التوضيح أنه يحتمل فشل العملية لاسيما في المرات الأولى اعتماداً على الحالة الصحية لكل حالة وحجم الخصية والمشكلة التي تعاني منها، ولكن من الممكن إعادة نفس الإجراء لاستخراج عينات أفضل من الحيوانات المنوية بعد مضي 6 إلى 12 شهراً من العملية السابقة لها للتأكد من رفع نسب النجاح.
التحاليل الخاصة بعملية المسح المجهري الخصية
للتوصل إلى تشخيص دقيقة للغاية يجب إجراء عدد من الاختبارات والتحاليل التي تحدد مدى ملائمة الحالة للمسح المجهري، ويتم النظر خلال ذلك إلى التاريخ الطبي للمريض وإجراء فحص سريري مناسب وعدد من التحاليل الهرمونية التي تتضمن كلاً من:
- التصوير التلفزيوني بنوعيه (إيكو دوبلر على الخصيتين- إيكو الشرج للبروستات والسائل المنوي).
- تحليل فركتوز للسائل المنوي.
- تحليل للجينات الوراثية.
- تحليل هرمون التستوستيرون TESTOSTERONE.
- تحليل هرمون البرولاكتين PROLACTIN.
- تحليل FSH و LH.
- اختبارات البول.
- عدد أخر من فحوصات الدم.
ومن الجدير بالذكر أنه بعد رؤية نتائج التحاليل والفحوصات قد يرى الطبيب حاجة لبعض الإجراءات التجهيزية التي تعزز من نسب نجاح عملية المسح المجهري من أهمها كلاً من:
بحالة الخضوع للعلاج الكيميائي: ولأنه يقلل من نجاح العملية عادةً ما يتم تأجيلها لحين الانتهاء من كل الجلسات العلاجية والانتظار فترة وإعادة الاختبارات المذكورة أعلاه ليحدد الطبيب الموعد الأنسب لإجراء المسح الميكروسكوبي.
بحالة المصابين بمتلازمة كلاينفلتر: حيث يقل هرمون التستوستيرون لدى تلك الحالات لـ2.15 أو أقل، وعندها لابد من وصف علاجات أولية تهدف إلى رفع نسب هرمون الذكورة للتأكد من عدم فشل العملية.
بحالة الإصابة بدوالي الخصية: يتوقف الأمر على درجة الإصابة ففي مراحله البسيطة لن يكون مؤثراً بشدة على نتائج العملية، لكن بالمراحل المتقدمة قد يتسبب في فشل الإجراء بالكامل ولهذا لابد من علاجها في البداية لزيادة فرص النجاح بمعدل 2.5% تقريباً.
هل تؤثر عملية المسح المجهري على الخصية؟
لا مطلقاً؛ بل إن تأثير عملية المسح المجهري على الخصية أفضل بكثير مما هو عليه في حالات التفتيش بالإبرة أو عمليات فتح الخصية التي ينتج عنها الكثير من الآلام المتواصلة لأسابيع أو التورم والضمور والتكتلات الدموية حول موضع العملية.
علاوة على أن المسح المجهري تجده يتمتع بقدر أكبر من المميزات التي تشتمل على كلاً من:
- يعد من أفضل الحلول التي لا تسبب ضرراً على أنسجة الخصية أو حتى على الأوعية الدموية التي تغذي المنطقة بأكملها.
- تنخفض نسب حدوث الآثار الجانبية والمضاعفات في أغلب الحالات بل قد تكون نادرة لدى الأغلبية.
- بالإضافة إلى المسح المجهري لا يتطلب سوى أخذ مقدار بسيط للغاية من الانسجة أقل مما يتطلب أخذه في أي عمليات تقليدية أخرى.
- والأهم أن العينات المأخوذة في حد ذاتها تكون بجودة أعلى لدقة الاختيار التي تعتمد على فعالية الميكروسكوب في اختيار أفضل الأنابيب والحويصلات الممتلئة بالحيوانات المنوية.
- من هنا ترى أن الاختيار لن يكون عشوائي مطلقاً، في حين يمكن استكشاف أكثر من منطقة بالخصية إن تكررت عملية المسح كل فترة.
كم تكلفة عملية المسح المجهري للخصية؟
لأن تأثير عملية المسح المجهري على الخصية غاية في الأمان نعلل بذلك تكلفتها المرتفعة نسبياً عن أي إجراء مشابه لمعالجة مشاكل العقم عند الرجال، وتتراوح في المتوسط من 6000 إلى 10.000 جنيه مصري.
ونذكر أن تلك الفجوة السعرية يعود السبب بها لعدة عوامل متغيرة تتضمن ما يلي:
- مستوى خبرة الطبيب الجراح المسئول عن تنفيذ العملية، وعدد النجاحات في حالات مشابهة لتؤكد براعته نظراً لدقة هذا الإجراء.
- التقنيات الجراحية المتطورة التي يعتمد عليها الجراج من ميكروسكوب مجهري وغيره من الأدوات التي تساعد في استخراج أكبر قدر من الحيوانات المنوية في العينة الواحدة.
- مستويات الأمان والحماية من المضاعفات التي يوفرها الطاقم الطبي باكمله.
- التاريخ المرضي للحالة نفسها والسبب في العقم وإلى أي مرحلة وصل إليها.
- كفاءة وجودة المستشفي أو المركز الطبي الذي يتم إجراء العملية فيه.
- ويضاف لذلك تكاليف الفحوصات والتحاليل اللازم إجراؤها قبل العملية.
هل توجد أضرار لعملية المسح المجهري؟
نظراً لأن المسح المجهري إجراء غاية في الدقة من غير المتوقع أن يتسبب في أي ضرر يذكر طالما يتم الأمر من خلال طبيب متخصص بخبرة ومهارة عالية.
ومع ذلك إن كانت هناك أي أضرار تتمثل في بعض الألم والإزعاج لا غير حول منطقة الخصية والذي يتم التعافي منه في خلال أيام بسيطة بفضل المسكنات والمضادات الحيوية التي يقوم الطبيب بوصف تناولها لفترة 3 إلى 5 أيام عقب العملية.
بالإضافة إلى أنه يجب الامتناع عن أي مهام تتسبب في إشعارك بهذا الألم مثل رفع الأغراض الثقيلة أو ارتداء الملابس الضيقة لمدة لا تقل عن 3 أيام، ويسري الأمر على الامتناع لمدة 7 أيام عن ممارسة العلاقة الجنسية لتخفيف الشعور بالألم.
الخلاصة
في الأخير نكون قد تعرفنا على تأثير عملية المسح المجهري على الخصية وخطوات تنفيذ العملية وكلاً من المميزات والمضاعفات المحتملة، مع التأكيد على أن التفتيش الميكروسكوبي هو الأكثر أماناً والأفضل من نواحي عديدة لقابلية استخدام الحيوانات المنوية السليمة أو تجميدها لتستعيد الأمل في أن تصبح أباً مهما كانت أسباب العقم التي تعاني منها.